لماذا لا يزال القناصة يستخدمون أجهزة تحديد المدى البصرية التي تتطلب حسابات شاقة على الرغم من وجود أجهزة تحديد المدى بالليزر؟

في تطور بنادق القنص، كانت طريقة تقدير المدى دائمًا عاملًا حاسمًا - بدون مسافة دقيقة، لا يستطيع مطلق النار ضبط نقطة تأثير الرصاصة بدقة، وبالتالي تحقيق إصابة الهدف من الطلقة الأولى.


الصورة: بندقية القنص M21 تتضمن بنية ميكانيكية معقدة لتمكين الجنود من تقدير المدى دون حسابات، لكنها في النهاية أثبتت أنها طريق مسدود.
خلال هذه العملية، اتخذت دول مختلفة العديد من الطرق الالتفافية في تطوير بنادق القنص. يتضمن تقدير المدى البصري الدقيق حسابات معقدة، مما يتطلب من الرماة أن يمتلكوا مستويات تعليمية أعلى وتدريبًا على المهارات ذات الصلة. في السنوات الأخيرة، مع التقدم في تكنولوجيا الإلكترونيات الضوئية، أصبحت أجهزة تحديد المدى المصغرة بالليزر منتشرة على نطاق واسع، مما دفع الكثيرين إلى الاعتقاد بأن القناصة يحتاجون فقط إلى جهاز تحديد المدى بالليزر.

الصورة: تظل شبكة النقاط العسكرية، التي تتطلب حسابات مكثفة ودقيقة، الخيار السائد لدى القناصة المحترفين.
إن الاعتماد على أجهزة تحديد المدى بالليزر فقط لتحل محل تقدير المدى البصري من خلال المناظير/أجهزة المراقبة هو ممارسة متسرعة وخطيرة للغاية. أولاً، في الظروف الجوية مثل المطر أو الضباب أو الدخان، يكون إضعاف شعاع الليزر كبيرًا، مما يتسبب في انخفاض أقصى مدى للكشف لأجهزة تحديد المدى بالليزر إلى الثلث أو حتى أقل.
ثانيًا، في البيئات المعقدة، قد لا يضيء شعاع الليزر الهدف فعليًا. على سبيل المثال، عند محاولة تحديد مدى هدف على مسافة 900 متر، قد يضرب شعاع الليزر بدلاً من ذلك العشب أو الأوراق على مسافة 600 متر.

الصورة: يجب استخدام أجهزة تحديد المدى بالليزر كأداة مساعدة فقط.
وخاصة إذا ما وضعنا في الاعتبار عوامل مثل التدابير المضادة للأسلحة الموجهة بالليزر ــ مثل القنابل الموجهة بالليزر وقذائف المدفعية الموجهة بالليزر ــ فقد بدأت القوات العسكرية الحديثة للدول القوية في تجهيز أجهزة مراقبة مضادة للبصريات الإلكترونية على نطاق واسع. والاستخدام المتهور لجهاز تحديد المدى بالليزر قد يؤدي بسهولة إلى كشف موقع القناص.
لذلك، ومع مستويات التكنولوجيا الحالية، سوف يستفيد القناصة بشكل كبير من استخدام أجهزة تحديد المدى بالليزر عندما تسمح الظروف بذلك؛ ومع ذلك، تظل المهارة الأساسية لتقدير المدى البصري لا غنى عنها ويجب إتقانها بحزم.